3

:: القضية الحقيقية للأسرة الخليجية ::

   
 

التاريخ : 02/11/2013

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1538

 


 

 

 

 

زارت صديقة لي هي وزوجها منزل رجل أعمال أمريكي يملك في الإمارات مكتباً رئيساً لشركته يدير من خلاله أعماله في الشرق الأوسط، وبعد مراسم الضيافة من الشاي وتناول بعض الكيك والمقبلات، اصطحب رجل الأعمال وزوجته صديقتي وزوجها في جولة على أرجاء منزلهم والحديقة الخارجية، وخلال الجولة في المنزل التقيا بأطفالهما وقد كانوا خمسة، تتراوح أعمارهم ما بين السابعة عشرة لأكبرهم والتاسعة لأصغرهم.

تقول صديقتي إن أكثر ما لفت انتباهها نظافة المنزل وشدة ترتيبه، فسألت الزوجة كم عاملة منزلية لديك، فأجابتني بأنه لا يوجد لديها عاملة منزلية، فلم يتمالك زوجي نفسه وسأل لكن من الذي ينظف هذا المنزل الكبير ويغسل الملابس، والصحون في المطبخ، فنظرت الزوجة الأمريكية نحو زوجها، الذي أجاب بأننا جميعاً نقوم بهذا الواجب المنزلي، كل واحد في المنزل يقوم بشؤونه الشخصية فينظف غرفته ويضع ملابسه في سلة الغسيل، وهناك جدول يومي يوضح أن تنظيف الصحون والمطبخ اليوم من مسؤولية فلان، وأن تنظيف البيت وتمسيح الأتربة ونحوها هي من مسؤولية فلان وفلان، أما الغسيل فيقوم به فلان، بمعنى أننا قد جلسنا مع بعض ووزعنا المهام المنزلية علينا، لذلك لسنا بحاجة للعاملة المنزلية.

بقي أن أخبركم أن الزوجة تعمل معلمة في مدرسة أجنبية، وجميع أطفالها يدرسون حتى خلال فترة الصيف، أما الزوج فهو في عمل مستمر، بمعنى أن الأسرة جميعها تخرج منذ الصباح الباكر ولا يبقى أحد في المنزل، وبرغم هذا كان منزلهم براقاً نظيفاً، وهم سعداء جداً بهذا، برغم المقدرة المالية لجلب فريق كامل من العاملات المنزليات لخدمتهم.

أعتقد أن في هذه القصة دلالة واضحة أننا في الخليج فهمنا التطور خطأ وفهمنا حماية أبنائنا وبناتنا خطأ، ونحن بحاجة اليوم لمراجعة قوية لاهتماماتنا وقراراتنا. قبل فترة وفي إحدى دول الخليج تقدم أحد الآباء بشكوى ضد أحد المعلمين لأنه ألزم ابنه بتنظيف المكان الذي يجلس فيه، وكان الابن قد رمى مخلفات الطعام وبعض الأوراق، إنها معضلة حقيقية انعكست فيها الإيجابيات وباتت سلبية، فالأب يريد عقاب المعلم لأنه يربي ابنه على النظافة.

نحن لسنا بحاجة للعاملات المنزليات، نحن بحاجة لندرك حقيقة وهي أننا قادرون على تنظيف مكان نومنا وتنظيف الطبق الذي نتناول فيه طعامنا دون مساعدة من أحد، نحن بحاجة لمراجعة سلوكياتنا حتى داخل منازلنا.

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.