3

:: ايلي مارون خليل في "حدث...... واحببت" ::

   
 

التاريخ : 14/10/2013

الكاتب : فيليب أبو فاضل   عدد القراءات : 2320

 


ايلي مارون خليل في "حدث...... واحببت" - ألمحامي فيليب أبو فاضل*

 

 

عرفته كاتبَ قصّة، يثير فيك نَهَمَ القراءةِ، ويتقن فنَّ القصِّ الملوَن بشغف اكتشاف المظنون، والمشكوك فيه، يجعلك تتساءل عن اشخاص قصصه، أَ هُمْ أم هنَّ يتبادلون الأدوار في الظهور والتستُّر، وتخلُصُ من قراءة ما انتهى اليه من القصِّ وانت تنتظر نتيجةً لا تلقى الا جزءاً منها، حتى اذا جاءتك روايته التالية، قامت بدورها بكشف شيء مما يريد الوصول اليه، غير انك تبقى منتظراً ما سيرويه لاحقاً، ولا تصل الى حاصل نهائي الا اذا انتهى هو من القصّ، أما اذا توقّف عنه – واظنه لن يتوقف – فتبقى قصته معلّقة بلا نهاية.

 

عرفته هادئاً تخرج الكلمات من داخله على شفتين لا ترتجفان، وقليلاً ما تُحبّان كثرة الحركة، غير انهما تحملان دائماً بسمة محببة ترافقهما وجنة منفتحة الأسارير وعينان هادئتان باسمتان.

 

عرفته استاذ ادب عربي، غير انني – وبصراحة – لم اكن اعرفه شاعراً، يلتهب فيه وراء هذا الهدوء حب حارٌّ وحديث مع الجسد، بل قل: هو غزلٌ بين التهاب جسده والتهاب جسد المرأة الحلم الشريك.

 

في آب 2013، يتهمني بأنني "بارع في لغة القلب" في اهداء لكتابه: "حَدَثَ... واحببت (قصائد حب.. قصيدة"، فانكببت على قراءة ما اهدى، وصار كتابه رفيق قراءتي الصباحية وانا اواجه صنّين العالي وسدّ شبروح مختزن المياه.

 

حياة الروح والجسد وأنا اطرح على نفسي السؤال: "هل صحيح ان هذا الهادئ الحالم له ما يملأ ما يزيد على المئة من الصفحات في حديث عن الحب؟! وهل يجرؤ على البوح بحبه وهو الذي يبدو خجولاً؟"

 

 

 

ربما كان هذا التساؤل دافعاً اساساً من دوافع اصراري على الاّ اشرك في قراءة "ديوانه" اي قراءة اخرى. وهيأت نفسي لقراءة ديوان الصديق" ايلي مارون خليل" بعين قارئ غريب، سيقول رأيه المجرد في ما قرأ فاذا الشاعر يستهل ديوانه ب"اعتراف"، بان فيض رؤى حُلُمه كانت انثى، عيناها مدى الكون ابانت الأعاجيب وجَعَلَته يتندم على عمرٍ نزفه قبلها فاذا اطلالتها هدىً، واذا هي نعمة حبَّبَتْه العمرَ، شفيقة الحب والنغم، فصار الطُّهر في كلمة، وصار الجسمان يتناغمان، وحلّت العذرية وصار الثبات، فلا القلب بُحَّ ولا غابت سدىّ نُجُمُه.

 

وبرغم اعترافه السابق، لم يتخلّ الشاعر عن تساؤلاته ما اذا دنت ذاتُ القوامِ/الوهْجِ يأتَلِقُ!؟!

 

ويمضى الشاعر الى وصف انثاه:

جسمٌ... رؤى الظنّ...آهٍ من اطايِبِه...

خصرٌ.. ويَنقى صدى الإيقاعِ... يَنعَتِقُ

 

وشَعْرٌ جعله يتهدّلُ الواناً، وجيدٌ يجعله يتدفق نوراً، ووجهٌ يبثّ الأغاني، وعينٌ مدى الآهة الكبرى، وفم تقولً الهوى، ونهدٌ ضياءٌ، ويبقى الشاعر شاعراً يغلب الخيال:

واجملُ الرَّسمِ.. ما في البالِ يَنْخَلِقُ!

 

وبالروح ينطلق:

ما شأنُهُم؟ نحن يا... بالروحِ نَنْطَلِقُ

 

ويبقى من الرسم آي:

يبقى من الرّسم آيٌ.. ذِكرُ من رَسَموا

لا يَجرحُ القلبَ.. إلاّ مَنْ بِهِ.. خُلِقوا"

 

والحب عَصَبٌ عَجَبٌ:

يقولُنا الحُبُّ قلباً نحن نَرفَعُهُ

كأنّما الحُبُّ، فينا وحدنا عَصَبُ

نعيشُ في ما اخترعْنا؟ الحبُّ موئلُنا

نروحُ نَروي... وعنّا يُعجَبُ العَجَبُ

 

واجساد ايلي مارون خليل، قد جرؤ على الإعتراف بفصاحتها فهي اجسادٌ عطرة، يحاول البحث عن التِماعة سرها، كلامُ سريره همس اشتعال، وجمعُ الحسِّ يزيد فحيحَ اللهث، واللذةُ والنشوةُ سَمَرٌ، وعالمُ الأجساد هذا:

فعالمنا نبيذٌ، عيدُ سُكرٍ،

جَنائِنُ شوقِ اجسادٍ "فَصيحَه"!

 

ويخرج الخيالُ بالشاعرِ على الهدوء فيهُبُّ الدمُ في قاعِ الذات:

في قاع ذاتي اعاصيرٌ... هُدًى... شَغَفُ

وحشيّةُ البوحِ، تُدمي القلبَ، تَغْتَرِفُ...

 

ويتوق الى اقلام حب فيتساءَل:

هل لي باقلام حبٍ تنتشي وَلَعاً

تستقبلُ النشوةَ الحَرَّى وترتشفُ؟

 

ويبقى الشاعر على تساؤلاته حتّى خاتمة هبوب دمه:

في القلب نارٌ؟ أعَصْفٌ؟ ام هبوبُ دمٍ!؟

أمْ تلك روحُكَ، خلفَ القلبِ تَنْذَرْفُ؟

 

وتشتدّ الثورة العاطفية بالشاعر في غياب الحبيب، فاذا هذا الغياب عاصفٌ، يحاكي الرغبةَ الكبرى، واذا بالشاعر يعيش لُغْزَ جسمٍ من نوع خاصّ، فيقول:

بي لُغزُ جسمٍ يُضيءُ الكونَ ملتهباً

شوقاً وصخباً... يَحُلُّ البوحُ.. يَحتكِمُ

 

ويبقى الحسُّ منيراً، خلاّقَ حُرّيّةٍ، وانّما جسدها فتّاكٌ مبتكرُ لذائذ مستبدٌّ يُطلقُ بدايةَ الحبِّ، إلا انّ الشِّيَمَ لا تفارقُ وتبقى تشدو في المحبين:

بالنارِ يشحَنُنا. بالشوقِ يُشْعِلُنا

بالنَّبْضِ يُشعلُنا.. تَشدو بنا شِيَمُ

 

واذ يقعُ الشاعر في اشتعالٍ جسديّ وعاطفيّ، يبوح بأنّ قُبْلَتَه روحه وتستجمع الرغبة القصوى، ولمسته حسُّه واذا:

هي الحياةُ... جنونٌ رائعٌ، خَطرٌ

في كل بدءٍ.. كأنّ البَدءَ يُرْتَجَلُ

 

ويخاطب أُنثاه:

انتِ الحياةُ... وانتِ اللونُ هاطِلَةٌ

انوارُهُ، روعةَ فينا... وتَرْتَحِلُ

 

ويشتدّ العشق بالشاعر، فيستسلم الى هَيْنَماتِهِ عاشقاً يذيب جسم الحبيب كما صَهُر الذهبِ وينثره بثًّا في الأنسامِ والكُتُبِ، يُداعبُ القلبَ شمساً فكأنّما الحُلْمُ اقلامٌ صَفَتْ، مُكَوكباً عيني حسنائه مُعْلياً طيفَها، راجعاً الى الصلاة، راجياً ان تُستجابَ صلاتُه، غير أنّه، برَغْم صَلاتِه، يبقى شاعراً يداعبه الشكُّ والوهمُ والأعجوبةُ في وجود الحبيب، فيسأل:

وُجِدتِ؟ ام انكِ الوهم ارتقى حُلُماً

اعجوبةٌ ان تُطالَ الشُّهْبُ بالشُهُب!

 

أما قُلنا ان ايلي خليل شاعرٌ، وليستكمل صفاته واحداً ممّن "حَدَثَ واحبوا" فهو يَسكَرُ في الحبّ ويحيا فيه، يهاتفُ القلب، يَهْوى، يسأل نفسه: "ما الحبُّ" غير انه ينتهي ناذراً حبَّه سموًّا للفكر:

نَذرْتُ حبي، نذرتُ النفسَ عاصِفَةً

نذرتُ عمري هوىً يسمو به الفكْرُ

 

ثم يعود يرنّم:

كنتُ توقاً، وكنتِ شوقاً... حَلَمْنا

كم نَشَقْنا من عطرِ حُبٍ... أغَنٍّ

كنتُ خمراً وكنتِ خمراً... حَسَوْنا

كم تمنَّينا ان... نُصَلّي... نُثَنّيّ

كنتُ جمراً وكنتِ جمراً... نَعِمْنا

كيف احميني منكِ... كَيْفَ... ومِنيّ!

 

وطالما نحن لمجد الحب ننصلبُ:

ما همَّنا الألقُ النوريُّ إنْ بَزَغَتْ

شمسٌ... فنحن الأُلى في شمسِنا عَجَبُ

أحلامنا؟ حبُّنا، مجدٌ لنا، سفرٌ

ما بين صدقٍ وصدقٍ... نحن ننصلبُ

 

وبعد هذا النوع الخاصّ من الصّلب لا بدّ من المناداة "باسم الجراح" الحُمْر:

ولينفتح نور حبّ حلّ في جسدٍ

فالقلبُ يصفو، يُناجي، وهو ينذَبِحُ

 

ولا بدّ للشاعر من ان يرتاح بعد هذا الذبح الثمين يطال القلبَ، فيهزِجُ في "رنا":

اميرةٌ اميره كرؤية البصيره

اميرة اميرة كماسةٍ مثيرة

اميرة اميره قصيدةٌ منيره

 

وفي زمن الفجر، يضجّ خيالُ الشعراء بالأحلام والرؤى وشهقات اللوعة ويرحلون وراء الظنون البيض والحمر والسود، وقد حلم ايلي خليل الشاعر، وراح يقرأ ما كتبت انثاه ويعترف:

قرأتُها... كتُبَها الخضراءَ في وَلَهٍ

فضجَّ بي، عصفُ حُبٍ جامحٍ.. غَرِدِ

 

ويروح يعبر الصورة ليلتذَّ بالـ "تكوين" ينادي باسمها، يلبس جسمها، يوشوش عينيها،ـ يهلّل، يهتف، يغرد، يصفق ليخلص مناجياً:

انتِ العشيقةُ والزوجُ التي سَمَحَتْ..

وانتِ امٌّ... وانتِ الروحُ في قَلَمي

بك ابتكرتُ، فتمَّتْ رغبةٌ سَنَحَتْ

يا عُمرُ! حُلَّ بها... ولينكَفئ عدمي

 

وباسم الأنثى السامية نتوحد:

هلّت الأنثى سُموّ.. نعمة

باسمها وحّدتنا... يا غافرُ

 

ولتتجسد رؤيا الشاعر، يستنفرُ القلب ويشعل الجمرَ، يلاعب العصفَ، يطرِّزُ كلماتها، ينحت قلباً الى ان:

تجسّدت رؤيتي قلباً كتبتُ صدى

حدسٍ مُضيءٍ مدى احلام مجتهِدِ

بالحبِّ، يا حبَّ عمري، افتديكِ هوىً

نطوفُ، في اعصُرِ الأعمارِ، كُلَّ غدِ

 

وتتلوّن احلامُ الشاعرِ بين الصدى والحبِّ والأقلامِ الصافيةِ الألَقِ واحلامِ الهيْصَةِ والأحْلامِ المُخْتَرَقَةِ الى احلامٍ مضَرَّجَةٍ:

وُلِدْتُ في جَنْحِ احلامٍ مضّرَجةٍ

حُباً، سنًى، زوغةً، فالضوءُ ينهمِلُ

 

ويتقدم العمر:

اسدلتُ قلبي على عمرٍ كوى قَدَري

آهٍ من العمرٍ... من انواءَ تُرتَجَلُ

اسدلتُ عمري على قلبٍ حوى حِمَمي

يا نِعْمَ قلبٍ ضياءٍ... كيف يَنسدِلُ

 

ولا تزوغ عين الشاعر عن انثاه، حتى اذا لَبِسَتْ "فستانَها الأسودَ" تتهادى، فستانُها مشرقٌ ضيقُ اقاليمه يُبَيِّنُ ملامحها، قِصرُه يوَتِّرُ، حُسْنٌ رهيبٌ، فستانُها لاهبٌ بالضوء، بالدفء، بالحُلْم:

أَظَلُ احكي لنفسي، عاشقاً، ابداً

اعيش اشدو.. سواداً هاج يُشعِلُني!

 

وليس فقط فستانُها الأسود ما يشعل الشاعر، بل وتشغله "رغبةٌ وتساؤلات... وخوفٌ من عيشِ بحرب:

وما عمرٌ وما اهداف فكرٍ

الا كل الأقاصي طِلعُ خِصبِ

ويا اهل الدنى اهل الأماني

فكيف نعيش اعماراً... بحربِ

 

واذا حُمَّ الهَمْسُ وعَذُبَت قُبلةٌ واثارَ اللسانُ رعشاتِ الروح وتوتَّر النهدُ ولانَ الجيدُ ورُمِيَتِ الأنسجة "نبتكر الأعاصير":

ونبتكرُ الأعاصيرَ التي ما

جَنَتْ منها... ولا حَلَمَتْ عُصُورُ

هو العذبُ الحنانُ يروحُ يَسمو

فيعقِدُ حبُّنا... تُمحَى شرورُ..!

 

ولا تواصل مع الله إلاّ بالحبّ، حتّى ولو انطوى على شهوات وطقوس هوى ىيبقى انه:

بالحبّ طهَّرْتُ روحي.. ضاءَ يَغمُرُني

اواصلُ اللهَ.. يحيا بي.. يُجوهِرُني

الحبُّ دربٌ الى المعنى، كما كِلَمٌ

لولا الكلامُ.. اهلّ النور يبدعني

 

فهل رافقَ الحبُّ الكلمةَ فكانا معاً في البدء!؟

وهلاّ ادَّعتِ النظمُ والأممُ والمؤمنون انهم الى الحب ساعون، وباسمه حاكمون، وبعدله امَمَهُمُ راعون، فتعالَوْا نغنّي معاً نشوة الحبّ في العينين والحلم والسحر، وليكن الحب اغنيةً وعَزْفاً في هكيل النور، وليكن الحبُّ "النشوةُ":

حُلْماً جديداً ينيرُ البُعْدَ مُزْهِرَةً

ارجاؤه... رائعاً يزهو... ويَسْتعِرُ..

غني بعينيكِ.. يُشْعَلْ كونُنا كَبَراً!

يا كونُ قِفْ! نحنُ... بل نَغْنَى ونبتكِرُ

 

حبُّ نحن فيه كُثُرٌ:

قطَفَتْه نشوة ذوّبَتْهُ رَحِبا

كم سافرتْ قبلةٌ! كم ضجَّ بي بَحَرُ!

حباً وعشقاً قضينا العُمْرَ ما غَفَلت

لنا ظنونٌ... سوى أنّي أنا كُثُرُ

 

هذا الحب اللازم والواجب الوجود، لا يستأذن احداً للـ" بوح به" والصادق المخلص من يبوح، لا من يغالب نفسه على كتمانه، اليس الله محبة عند أهل كلّ الأديان، واذ كان بعضها قد اختصّ محبّة الله بنفسه، إلاّ انّه يبقى الإله الظالم لجميع البشر، محباً حباً مخلصاً لشعبه الخاص به، وكما انّ الله ما استحى ولا خجل من حبه لنا، وكما تقول النصارى، بذل نفسه من اجل هذا الحبّ، لنكن نحن اهلاً له بالبوح عنه: صادقين في جميع حالاته العذرية وغير العذرية:

واجمل العمر... ما بالحلم منعتقٌ

يا حبنا اعصف بنا! أحلاميَ انسكبي

 

ولمَن باح بالحبّ كامل الحق في الـ "ابتهال" وفي مناداة الشعر، يشم الحياة الحرة، ينقذ الهوى، يطلب الصون، واطلاق مدار الظن، وتثبيت بهاء الغد بالميرون وتفجير ينابيع الفكر:

يا شعر  يا حب يا انوار يا فتني

كلي جوّى باركت انواله افقي

ادهشتني يا بهاء يا هوى اعصفت

في كونه كله عصفاً كوى الحبق

 

وفي ادغال الحواسّ يرجع الشاعر شاعراً متشبّباً يلاعب جسد انثاه قبلاً وضلال يد يوقفط حلمة النهد ونار تتوتر ورعشة مسكرة حتى اذا نضجت صاحت:

خذني! ألا خذْ! ألا هيّا، أنا نضَرَتْ

أدغال جسمي.. وطابت عصفة الغرق

 

ويلقول في: "نمحى... وننكتب":

قولي احبك اهتف صائحاً صخباً

قولى احبك يعصف بي دم لهب

بالصدق نبني هياماً شاسعاً ولعا

يا روعة الحب تيّاها ويضطرب

وتستبد بنا نار ارتعاشتنا

نكوى ونسمو بها نمحى وننكتب

 

وننتهي فما حدث واحببت من قصائد حب

والكون ينتظر كيف أيقط الشاعر حسَّ انثاه عصفاً مثلما عطر قلب فاح ينتشر

وهو يسرج في الريح نهداتٍ لها وتر ويعلن من جديد:

آمنت بالحب نوراً في نؤوءتنا

آمنت بالحب خلاقاً له قدر

الحب لفتة ربي انزلت نعماً

يا ويلهم كيف قد ضاقوا به كفروا

اغنية نحن فجر الحب نحن مدى

الأبادِ يا عمر نا حب وننحفر

بنا انسكبنا بنا اشواقنا هدرت

جئنا ابعد حنين الكون ينتظر

 

ديوان شعر "ايلي مارون خليل" الذي بدأه مستهلاً باعتراف، انهاه بعلامة استفهام، وبين هذا وتلك بوح هادئ حيناً وصاخب حارّ احايين، وتلك الطبيعة المتوارية الكثرة من الأسئلة والتساؤل في قصصه، تنهدر جياشة حمراء متشببة في قصائد الحب وهو يلعب ويتلاعب بجسد انثاه، إلاّ انّه لم يبدُ على عدد فيهنّ، فان كان صادقاً في قصائده فقد قيل:" احسن الشعر اصدقه"، او كان كاذباً، فقد قيل:  " اجمل الشعر اكذبه". وبين الأحسن والأصدق، يبقى شعر ايلي مارون خليل، شعراً محبّباً، فيه صفات الشعر: قولاً سليماً وخيالاً رحباً ووصفاً دقيقاً جميلاً، سبكاً عربياً وفكراً يحب الإعلان عنه، وقوافي مختارة، جعلها حرّة طليقة منوّنة، إلاّ في: "رنا" التي تصلح نشيداً، يردّده منشد. وها انا أنهي، ايضاً، بسؤال: أليس ما ذكرنا هو صفات الشِّعر؟!

 

 

 

·        رئيس جمعيّة أهل الفِكر.

فيطرون 7/8/2013

 

 

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.