3

:: قناديل 97 ::

   
 

التاريخ : 05/03/2013

الكاتب : جوزف أبي ضاهر   عدد القراءات : 1561

 


 

 

يستأهلون

قطعوا رأس تمثال المعرّي في بلدته معرّة النعمان.

هالهم سفور وجه أم كلثوم فغطّوه بنقاب.

شكّكوا برأس طه حسين فسرقوه عن تمثاله.

الثلاثة يستأهلون.

لماذا ضيّع المعرّي عمره في كتابة «رسالة الغفران» ولمن؟

بل لماذا كشف المستور من أحوال النعيم وبعض من فيه؟ عيب!

هذا التلصّص المقصود (ولو بلغة عربيّة جميلة)، حَمَلَ المستكبرين وعلى رأسهم «دانتي» على سرقة مفاتيح الغيب «ليفضح» بـ «الكوميديا الإلهيّة» ما لا يُمسُّ، وما لا يُعلن.

أما أم كلثوم التي غنّت الهيام الإلهي في «القلب يعشق كلِّ جميل» فلا يحقُّ لها أن تقف بين الناس، ولو تمثالاً، سافرة وجهٍ يحرّك المشاعر والنفوس الضعيفة، فتقع في الحرام.

... وأما عميد الأدب العربي طه حسين فعيبه أشمل وأفظع، لأنه مشكّك، وما ضرّه لو أهمل مسألة التنوير الفكري في العالم العربي.

في النور والتنوير خدش لحشمة الظلمة والظلاميِّين، وإذا افتُضِحَت وافتُضِحوا عمَّت الفحشاء المجتمع الجالس تحت عباءة سوداء.

يستأهلون... وهم ليسوا أفضل حالاً من «الزنديق بوذا» الذي فُجّرت تماثيله الموجودة في أفغانستان منذ آلاف السنين... ولن يكون أفضل حالاً من مصير مُقرَّرٍ للإهرامات مع رعمسيس وأمحوتب وسنحريب وأخناتون... ومن كان معهم أو جاء بعدهم... سيتم تحطيمهم وكسر رؤوسهم عاجلاً أم آجلاً.

«النجيع العربي» في بداياته.

استبشروا..!

 

أمور مصيريّة!

حين الطوائف والقبائل العائليّة والاقطاع والأحزاب يصبحون أكبر من الدولة... تضيع الأنظمة والقوانين وحقوق الأفراد وواجباتهم، لا تعود للدستور المتّفق عليه (ولو شكلاً) قدرة على حفظ كرامة الوطن والمواطن. فتلوّح الفوضى للمارقين أن استَغِلوا «الظرف» والوقت، وانهبوا واقتلوا واسرقوا واخطفوا ما طاب لكم... الزمن زمنكم، والمسؤول يهتمّ فقط بالأمور المصيريّة!

ـ أتعرفون ما هي الأمور المصيريّة؟

ليس من ضرورة لتعرفوا ما دام الوطن والمواطن... وحتّى أنتم خارجها.

أكملوا اللعب، الساحات واسعة، وحارس المرمى يشاهد مسلسلاً تلفزيونيًا تركيًّا مع زوجته (قد تكون زوجته) وبين المشهد والمشهد يرفع كأسه: كاسكم.

 

فراغ

الوقت من فراغ، يخفي تحت معطفٍ غريب الألوان كلامًا وناسًا نزلوا عن شجرة الحياة، بحثًا عن استراحة، أو طمعًا بانبعاث في زمن آخر، في تراب آخر، في جنّة هي فوق أو تحت، من يدري؟

الإجابات لا تفي، الشك سيظلَّ مروّسًا ومسنونًا، يحفر في الظنون، والظنون بعض فراغ لا يمتلئ، ثَقَبه الوقت، وقعنا من الثقوب ولم نفق.

 

فخُّ الامتلاك

الامتلاكُ ولو ظِلاً يُشعر بسعادة.

***

في الامتلاك تبديدٌ لنقصٍ ما.

***

متعةُ الامتلاك لا تكتفي بسرير واحد.

***

مستبدٌّ يخلعُ مستبدًّا، ليمتلك دوره.

***

يهرم الثري ويظلُّ امتلاك المال عودة إلى صباه.

***

فخُّ الامتلاك يخفي عبوديّة المالك والمُتملِّك.

***

الامتلاك يَقضمُ الطمأنينة فتهرب الأحلام.

***

خلف كل وجه سعي لامتلاك

ولو حبّة تراب.

***

تمتلك الحياة؟ ليس معجزة.

معجزة أن تظلَّ ملكًا لك.

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.