جماليـــا : ثقافة , آداب , فنون

From site: http://www.jamaliya.com

فيليب سالم: أنا ضد الظلم والمرض وسأقف دائمًا إلى جانب الإنسان


جوزف أبي ضاهر
13/01/2012

 

 

يوم كرّمته مدينة هيوستن في ولاية تكساس، لإنجازاته العلميّة والفكريّة، بدعوة من المركز الثقافي العربي ـ الأميركي قال المفكر والبروفسور فيليب سالم:

 

 

«نحن الذين جئنا من الشرق نمتلك الفرصة التاريخيّة لمزج أعظم ما لدينا من تراثنا إلى أعظم ما وجدناه في الغرب»، وهو أضاف، كما غيره من كبار المشرقيّين اللبنانيين، إلى «العالم الجديد»، أخلاقيات إنسانيّة هي في صلب رسالات النور، الآتي فجرًا من شرق أنبياء ورسل وأبجدية علم مسح الظلمة من العقول وأهّلها للتطور الكبير الذي شهده العالم، ونشهده اليوم، وسيشهده غيرنا في أزمنة مقبلة.

نسترجع هذه البداية في كل مرّة نسمع فيها، أو نلتقي البروفسور سالم الذي اعتبر: «أن البشريّة جمعاء أهله، والأرض كل الأرض وطنه، ولا فَرق بين مؤمن بدين أو عقيدة، أو غير مؤمن. الإنسان مقدس لديه من أي أرض جاء، وإلى أي أرض انتمى».

في زيارته الأخيرة إلى لبنان، ليحتفل بعيدي الميلاد ورأس السنة، اجتمع حوله الأصدقاء والخلّص. بادلهم التهاني والأمنيات. تقاسم وإياهم رغيف بركة.

حاورهم وحاوروه، وسمعوا منه أجوبة عن تساؤلاتٍ كثيرة.

قال بـ: «المحبة تجربة حياة، وهي الأقوى، تأتي المعرفة بعدها، وإذا اتحدتا، صنعتا معجزات، من دونها تشكّل التكنولوجيا خطرًا على الحضارة البشريّة، وربما تغتال العقل والقلب معًا».

كرّر ما قال غير مرّة في أحاديث صحافيّة، وكتابات تصدّرت جرائد ومجلات لبنانيّة وعربيّة وعالميّة.

قال: «لا أريد أن أعيش إلى يوم لا يعود فيه من وجود أساس للقلب، فنخسر الإنسان فينا، ويعمّ الظلام».

أضاف: «الأمل مهم، الأمل موجود، ونحتاج إليه، والخطأ في أن يقول الطبيب لمريضه «ليس لديك أمل» فيموت المريض مرّات قبل موته الأخير(...) ليكن العنوان كما صدّرت كتابي أن يموت الإنسان مرّة واحدة لا في كل يوم».

كلام البروفسور فيليب سالم ذكّر بما قاله عنه صديقه المفكّر الدكتور كلوفيس مقصود في يوم تكريمه في خلال السنة المنصرمة: «إن فيليب سالم يقهر الألم بالمحبة والحنان (...) يقهر الإحباط بالأمل».

مزج البروفسور سالم عِلمَه بالمعرفة والفلسفة، وبالمحبّة، وبشمولية أهّلته للانطلاق من باب واحد إلى أبوابٍ توصل جميعها إلى حقائق حياتيّة أساسيّة، وجدت لتكون في خدمة الإنسان، كلّ إنسان.

طوّر نظريات علميّة وتجارب، وكان من أوائل الباحثين الذين أجروا دراسات وبحوث حول الالتهاب الجرثومي الذي يؤدي إلى مرض السرطان، المتفشّي بكثرة في كل أنحاء العالم، ووصل في تجاربه إلى نتائج ايجابيّة شهدت لها شفاءات، ورسمت حوله هالة من التقدير والاحترام.

من المرض الذي يصيب الإنسان في جسده، إلى المرض الذي يصيب الوطن، فيقهر إنسانه ويميته ألف مرّة كل يوم.

قال: «للبنان قدرات وطاقات لا تُحدّ ولا تحصى ولا خوف عليه ممّا يمرّ به الآن من أزمات مصيريّة، لن تستطيع مهما اشتدت من أن تدفع به إلى الموت، برغم أن النظام الطائفي أفرز سياسيّين ومنتفعين ساهموا بدفعه إلى الأسفل، إلى الحضيض، إلى التهلكة.

يضيف: «أنا لا أميّز بين لبنانيّ وآخر بناء على طائفته أو دينه أو منطقته. المواطن يُقاس بعطائه وعمله لبلده وولائه له. أنا أؤمن بفصل الدين عن الدولة، ليس فقط لتحرير الدولة من الطوائف وزعمائها، بل لتحرير الدين من الذين يستعملونه كأداة سياسيّة».

وعن الأحداث والثورات في العالم العربي قال البروفسور فيليب سالم:

«استفاقت الشعوب العربيّة من سباتها العميق، اكتشفت أنها قادرة على تحطيم الخوف الذي يقبض عليها. الخوف من الطاغية. الخوف الذي يجعل الإنسان ميتًا وهو حيّ.

اكتشفت هذه الشعوب، أن صناعة المستقبل هي مسؤوليتها، وأنها تملك القدرة على ذلك، وتستمد شرعيّتها وقوّتها من الأرض».

وختم: «أنا ضد الظلم والمرض في أي مكان من العالم. سأقف دائمًا إلى جانب الإنسان المظلوم والمريض مع الكثير من المحبة والتواضع. ولنتذكر دائمًا، أن كل ما أعطيناه للحياة، ما هو إلا النزر اليسير مما أعطته الحياة لنا».

 

 

 




Link: http://www.jamaliya.com/ShowPage.php?id=8961