جماليـــا : ثقافة , آداب , فنون

From site: http://www.jamaliya.com

الكلمة الأَحَبّ-28) هناء الصّمدي نعمان: التّعََجُّب


هنري زغيب
11/05/2011

الكلمة الأَحَبّ

ما الكلمة؟ مُجرَّد حروف؟ مضمونٌ ذو مدلول؟ شكلٌ ذو جمال؟ رمزيةٌ ذاتُ دلالة؟

للكلمة موقعٌ في الذات هو غيرُهُ في السوى. ترتبط بقارئها أو قائلها ارتباطاً ذا علاقة خاصة بأسباب ذاتية تختلف بين شخص وآخر.

كلمةٌ معيّنة بالذات: ماذا تعني لك؟ بِمَ توحي إليك؟ لماذا استخدامك إياها أكثر من سواها؟ لماذا تتكرّر في كتاباتك؟

هذه السلسلة: "الكلمة الأَحَبّ"، أسئلةٌ نطرحها على المعنيّين بالكلمة كي نصل الى خلاصة تحليلية عن اللغة ومدلول اللغة و"لغات اللغة" انطلاقاً من الوحدة الأولى الأساسية التي هي الكلمة.

بعد سبعة وعشرين جواباً من وليد غلمية وعبدالله نعمان وإملي نصرالله وأمين ألبرت الريحاني وجوزف بي ضاهرأبي ضاهر وسلوى السنيورة بعاصيري وجوزف جبرا وزهيدة درويش جبور ومي منسّى وهدى النعماني وغالب غانم ومحمد بعلبكي وهشام جارودي وألكسندر نجار وجورجيت جبارة وغازي قهوجي وسمير عطالله وإلهام كلاّب البساط وأنطوان مسرّة وفاديا كيوان وريمون جبارة وسلوى الخليل الأمين وندى عيد وهنري العويط ومنير أبو دبس وندى الحاج ونجوى نصر، هنا الجواب الثامن والعشرون للكاتبة هناء الصَّمدي نعمان (من باريس).

                                                                                          هنري زغيب

                                                                                       email@henrizoghaib.com  _________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

 

28) هناء الصّمدي نعمان: التّعََجُّب

كلمةٌ سحرية تحمل في طيّاتها حلم الاكتشاف.

وتحملُ لذّة الخوض في عالم المجهول.

وتحمل التطلُّع إلى كلّ ما أَجهل.

وكم كثيرةٌ أشياءُ يراودُني شغفُ الغوص فيها، ولا أخشى الغامض والخفيّ.

بل على العكس: حبُّ المعرفة يعطيني زخماً للمضيّ في الاكتشاف.

سؤالٌ دائم كان يراودني، ولا يزال:

ماذا تعلمتُ اليوم من الحياة؟

من القراءات؟ من التأمُّلات؟

من المناقشات؟ من المحاضرات؟

من أبنيةٍ تحمل في جدرانها أسطر التاريخ ؟

من أسطر تُخبّئ العلْم والحق بين كلماتها؟

كل يوم أصبو إلى التعجب، وكلّ لحظة.

ما الذي أيقظ شغفي؟

وهل أخذتُ منه ما يروي عطشي الى المعرفة، للإبقاء على التعجُّب الدائم فالانبهار، كي أطلب المزيد ولا أرتوي؟

عساي أبقى طيلة حياتي على هذا المنوال، فلا أَرتوي شغفاً، ولا تعجُّباً، ولا انبهاراً.

قال سقراط: "الحكمةُ تبدأ بالتعجُّب".

التعجُّب إشراقٌ يبهرنا بنوره، ينعش قلوبنا، يضيءُ عقولنا فتنعم علينا بالحكمة.

هل الأطفال ذوو حكمة أجدر بها من أسلافهم، هم الذين لا يملّون من تَذَوُّق لذّة كل جديد ورهجته، فيُذهَلون وينْبهرون ويتعجبون؟

ربي:

أَبْقِني طفلةً تبغي شغَف التعجُّب والاستمتاع بالذهول المدهش،

كي يدخلَ السرور أعماق أفكاري،

وينتابَني الشعور بالنشوة الفكرية،

فآخذَ بالمضيّ الى التمتُّع،

وإلى التعمُّق أكثر فأكثر في كلّ ما يصبو إليه لديّ شغف المعرفة.

تصدر هذه السلسلة تزامناً مع صدورها في جريدة النهار البيروتيّة صباح كلّ أربعاء

*) الأربعاء المقبل- الحلقة التاسعة والعشرون: الإعلاميَّة وردة.




Link: http://www.jamaliya.com/ShowPage.php?id=8096