جماليـــا : ثقافة , آداب , فنون

From site: http://www.jamaliya.com

الكلمة الأَحَبّ-26) ندى الحاج: الكلمة


هنري زغيب
27/04/2011

الكلمة الأَحَبّ

ما الكلمة؟ مُجرَّد حروف؟ مضمونٌ ذو مدلول؟ شكلٌ ذو جمال؟ رمزيةٌ ذاتُ دلالة؟

للكلمة موقعٌ في الذات هو غيرُهُ في السوى. ترتبط بقارئها أو قائلها ارتباطاً ذا علاقة خاصة بأسباب ذاتية تختلف بين شخص وآخر.

كلمةٌ معيّنة بالذات: ماذا تعني لك؟ بِمَ توحي إليك؟ لماذا استخدامك إياها أكثر من سواها؟ لماذا تتكرّر في كتاباتك؟

هذه السلسلة: "الكلمة الأَحَبّ"، أسئلةٌ نطرحها على المعنيّين بالكلمة كي نصل الى خلاصة تحليلية عن اللغة ومدلول اللغة و"لغات اللغة" انطلاقاً من الوحدة الأولى الأساسية التي هي الكلمة.

بعد خمسة وعشرين جواباً من وليد غلمية وعبدالله نعمان وإملي نصرالله وأمين ألبرت الريحاني وجوزف بي ضاهرأبي ضاهر وسلوى السنيورة بعاصيري وجوزف جبرا وزهيدة درويش جبور ومي منسّى وهدى النعماني وغالب غانم ومحمد بعلبكي وهشام جارودي وألكسندر نجار وجورجيت جبارة وغازي قهوجي وسمير عطالله وإلهام كلاّب البساط وأنطوان مسرّة وفاديا كيوان وريمون جبارة وسلوى الخليل الأمين وندى عيد وهنري العويط ومنير أبو دبس، هنا الجواب السادس والعشرون من الشاعرة ندى الحاج.

                                                                             هنري زغيب

                                                                                       email@henrizoghaib.com

تصدر هذه السلسلة تزامناً مع صدورها في جريدة النهار البيروتيّة صباح كلّ أربعاء

  _________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

 

26) ندى الحاج: الكلمة  

الكلمة الأحبّ إليّ هي: الكلمة.

الكلمة الجوهر.

الكلمة المتجسِّدة خلاصاً في الابن.

الكلمة التي إذا انسكَبَت نزلَتْ مطراً في النفوس.

الكلمة النعمة.

الكلمة الصمت.

الكلمة الرحابة.

الكلمة الرجاء.

سرّ تواصل الأرض والسماء.

الكلمة العابرة بشذاها المكان والزمان والمستوية في الأزل.

المحفورة بأحرف مذهَّبة في النور.

الموعودة بفجر اللقاء وعناق العيون.

المزهوّة بنضارة الحب والمجبولة بالرحمة.

المؤمنة بالانسان حتى آخر رمَق.

المتحوِّلة بتحوّل النفْس حتى بلوغ السرّ الأكبر.

أُحبُّ الكلمة.

لا أخشى عليها من سلطان البشاعة والغرور والكراهية والتفاهة، على رغم طاقة لها مزدوجة رهيبة ونديّة، مباركة وملعونة، لا يفوقها إلا الصمت باستيعابه تناقضات الحياة و الموت.

طنين الكلمة لا يمكن أن يخدع المتلقّي المنفتح على جوهرها، المتلقِّف نواتَها، المتلهِّف إلى ما وراء حروفها.

فهو يشعر بصدق قلبه، ويحدس بالروح النافخة وراء حروفها، وراء كلّ كلمة يسمعها ويقرأها، فتصيبه طاقة تضوع من ذبذبات الحروف، إيجاباً أو سلباً.

الحرف لي موجٌ هادرٌ،

نبع شافٍ،

مطرٌ غزير،

نَهرٌ جارٍ في عروقي،

به أستغيث

وبه أقترف الحياة.

___________________________________________

*) الأربعاء المقبل- الحلقة السابعة والعشرون: نجوى نصر.

 




Link: http://www.jamaliya.com/ShowPage.php?id=8016