جماليـــا : ثقافة , آداب , فنون

From site: http://www.jamaliya.com

نماذجُ تذكرنا بالإسلام السياسي


فاطمة المزروعي
25/03/2016

 

 

حججٌ واهيةٌ ولا قيمةَ لها، تلك التي يسوقها أربابٌ وأتباعٌ وأيضاً المتعاطفون مع ما يسمّى بالإسلام السياسي، عندما يبدأون حديثهم باستحضار آياتٍ كريمة من القرآن الكريم، أو ترديد أحاديثَ شريفة، لأنهم بهذه الممارسة يخرجونك من جوهر الحوار والاختلاف، لأنه مع النصّ القرآني والحديث الصحيح لا جدال أو اختلاف.

لكن المشكلة دوماً أنهم يفسرون هذه الآيات تفسيراً متطرّفاً يتماشى مع أهوائهم ومع رغباتهم، ويجدون في مثل هذه التفسيرات مبرِّراً لسفك الدماء وتحليل ما حرّمه الله ورسوله.

أعود للقول، ليست المشكلة مع مثل هذا التيار خلافات سياسية، ولا تطلعاتهم المريضة، لأننا شاهدنا فعلهم وممارستهم السياسية في بلدان متفرقة من العالم، وشاهدنا كيف يعبرون عن الاحتجاج أو الرفض، فهم لا يتوجّهون نحو المحاكم ولا نحو التشريعات والقوانين، بل نحو حمل السلاح دون تمييز أو مبرّر، والسبب هو ابتعادهم أو عدم وصولهم لسدّة الحكم.

الأمثلة عديدة ومتنوعة، ستجد في كل بلد من عالمنا العربي المرتجف بسببهم، أمثلة عديدة، من مصر إلى تونس والجزائر وصولاً إلى ليبيا وغيرها. في دول الخليج، الوضع مختلف يعملون في هذا البلد على محاولة انقلابية فاشلة، وفي بلد آخر يشعلونه تفجيراً، ولو قُدِّر لكَ وناقشت أحد هؤلاء المرضى فإنّكَ لن تجد إلا المساومات والابتزاز والتهديد، في صور هي أبعد ما تكون عن الإسلام وقيمه ومبادئه العظيمة.

مرة أخرى، إذا رغب أي واحد منا في رؤية نموذج لمثل هذه الجماعات على أرض الواقع، وما الذي ستحدثه في أي مجتمع لو قُدِّر لها وحكمت رقاب الناس، فلا يذهبنّ بعيداً.. فلديه نموذجُ "داعش" وما يفعله أفرادُ هذا التنظيم يومياً بالأبرياء من قتل وتهجير وتعذيب، ولديه أيضاً نموذجُ طالبان في أفغانستان، وتفكير هذا التنظيم القاتل، ولديه النموذج الأكثر ألماً في الصومال، وغيرها من البلدان العربية أيضاً.

 




Link: http://www.jamaliya.com/ShowPage.php?id=13118